قطاع الرعاية الصحية السوري

قطاع الرعاية الصحية السوري

قطاع الرعاية الصحية السوري

كيف نخلق التغيير؟

.في عموم الجغرافيا السورية، يجد السوري نفسه يعاني من الكثير من الويلات، أبرزها تلقي الخدمات الصحية بالشكل المطلوب 

فمنذ عام 2012، كانت المنشآت والكوادر الصحية، هدفًا للقصف والإغلاق كغيرها من مؤسسات الدولة، نتج عن ذلك كوارث صحية تتفاقم في الظروف الحرجة مثل انتشار جائحة كورونا، أو وباء الكوليرا مجددًا في سبتمبر .2022 

تقييم لـــــ “لجنة الإنقاذ الدولية” (IRC) بالتعاون مع منظمات طبية محلية سورية، أجرته في ديسمبر 2020، في مناطق ضمن شمال غرب سوريا، أظهر حجم الضرر الذي طال القطاع الصحي بعد أكثر من 10 سنوات على الصراع. وبحسب تقرير اللجنة، نحو 70% من العاملين في القطاع الصحي غادروا البلاد، وباتت النسبة الآن، طبيب واحد، لكل 10 آلاف سوري. وفي محاولة لتعويض النقص، يضطر العاملون في هذا المجال للعمل .أكثر من 80 ساعة في الأسبوع

وفي تقرير نُشر مطلع 2021، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 3364 من العاملين في الرعاية الصحية لا يزالون قيد الاعتقال .أو الاختفاء القسري

ناهيك عن الضرر المباشر الذي أصاب المنشآت الصحية نتيجة القصف، وحالة الخوف من وصول المدنيين إلى المرافق الصحية، وعدم توفر الكثير من المستلزمات. 

الصور التي تظهر عبر وسائل الإعلام كل يوم، تظهر حجم الألم المضاعف الذي يواجهه السوري على أسرّة المشافي غير المهيّأة، وحجم التعب .المضاعف الذي يواجهه العامل في القطاع الصحي

وما يزيد الأوضاع صعوبة، حجم التلوث المنتشر برًا وجوًا وفي المياه المخصصة للاستخدام الآدمي، وتشبّع المزروعات بسموم الحرب، والآثار المترتبة على الفقر. 

محاولات تطوعية لإنقاذ المرافق الصحية

في ظل كل هذه الأزمات المركّبة، شهد القطاع الصحي في سوريا العديد من المبادرات والمحاولات التطوعية أو المنظمة من قبل المؤسسات المعنية بالقطاع الصحي سواء المحلية أو الدولية. 

البعض حاول إمداد المرافق الصحية بالمستلزمات الطبية، والبعض الآخر رفع صوته لحماية العاملين في القطاع الصحي والمطالبة بعدم اعتبارهم هدفًا للاعتقال أو القتل، بينما سعى آخرون إلى خلق ممرات إنسانية آمنة لوصول المساعدات الصحية. 

هذه المحاولات المهمة ركزت بشكل أساسي على الإغاثة العاجلة للقطاع الصحي السوري، لكن الإغاثة -رغم أهميتها- لا يمكن أن تساهم وحدها في تطوير قطاع تأثر بشكل كبير. 

نظرة “مضمار” إلى تمكين القطاع الصحي السوري

في “مضمار” نعتقد أن هناك جهودًا على مستوى أكبر يجب بذلها لضمان نهضة أو تحسين مستمر في القطاع الصحي. 

فهذا القطاع الحساس، يعاني من تأثير الصراع على مهارات وخبرات الكوادر الصحية السورية، وعلى التواصل والتبادل بين العاملين الصحيين في المستويات والمواقع المختلفة، إلى جانب فقدان التوازن في الاهتمام بالجهات التي تقدم الدعم الصحي كقطاع خاص أو منظمات غير حكومية. 

استجابة لذلك، بدأنا عام 2021 مشروعًا لتعزيز شبكات التبادل بين العاملين السوريين في مجال الرعاية الصحية، والبحث عن فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع الرعاية الصحية

رأينا في “مضمار” أهمية بناء أفكار وحلول عملية من خلال التعلم والحوار على أساس الحاضر والمستقبل، ودراسة الاحتياجات والمخاطر والفرص. كما فكرنا في خلق مساحة للتعلم والتطوير والتبادل بين العاملين الصحيين السوريين، وإقامة شراكات مع الأكاديميين والمؤسسات العلمية لتقديم محتوى عالي الجودة.

لذلك عملنا في المشروع من خلال 13 مسار تعليمي، بالتعاون مع 3 جامعات وأكثر من 460 منشأة صحية، وأكثر من 1000 مشارك. 

دبلوم التمريض المهني، مثال آخر على مشاريع “مضمار” التي تخدم القطاع الصحي، كان هدفه تحسين رأس المال البشري في شمال غرب سوريا، من خلال بناء قدرات الممرضين المهنيين، لتعزيز تقديم خدمات التمريض المتخصصة. 

فالقطاع الصحي كان بأمس الحاجة إلى هذا النوع من الدبلومات للارتقاء بخدمة التمريض المتخصصة، وتمكين أخصائي التمريض من أفضل الأدوات والمنهجيات التي ستسهم في إمداد النظام الصحي في الشمال الغربي السوري. 

تضمن المشروع أربع شهادات تخصصية تحتوي على جلسات نظرية وعملية، شملت: دبلوم مساعد جراحي، ودبلوم حاضنات، ودبلوم العناية المركزة للبالغين، ودبلوم غسيل الكلى.

المشاريع السابقة وغيرها الكثير، ترجمة لفلسفتنا في العمل، وتركيزنا على البشر كأفراد وكمجتمع، نعتبر أنهم البوصلة التوجيهية والأساسية لبناء مؤسسات المجتمع المختلفة والحفاظ على تطويرها المستمر. 

فنحن نعتقد أن المجتمعات -حتى في أوقات الأزمات- لديها إمكانات يمكننا المساعدة في استثمارها. 

مصادر:

التقرير السنوي

https://bit.ly/3r8FDnb
https://bit.ly/3fnJqux
https://arbne.ws/3dGtz9I
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *