التمكين الاقتصادي للسوريات

التمكين الاقتصادي للسوريات

لماذا يجب أن يكون في رأس الأولويات؟

لا تستطيع كثير من السوريات تذكر ملامح حياتهن قبل الحرب! فمنذ أكثر من عشر سنوات والتهجير والنزوح والفقر وانعدام الأمان هو سيد الموقف. 

ما بين الركض لتوفير لقمة العيش، والبحث عن أحباء فُقدوا، ومحاولة تعويض الأسرة شيئًا من مقومات الحياة العادية، ينهش الفقر معظم الأسر، وتتعاظم مسؤوليات السيدات اللاتي لا يدّخرن جهدًا لتحسين ظروف حياتهن. 

وبالتزامن مع تفاقم مأساة السوريين، حاولت العديد من الجهات بذل جهود لتمكين المرأة السورية اقتصاديًا، لكن جهود الإغاثة العاجلة لا تزال تسيطر على عقلية المؤسسات التي تقدم المساعدة.   

النساء السوريات.. معاناة اقتصادية مضاعفة 

في سوريا، تعاني النساء من فقدان الأمان السياسي والمجتمعي، وتحملن أعباء غياب أزواجهن، وتعانين بالطبع من الظروف الإنسانية الصعبة على المجتمع ككل، وفوق كل هذا تواجهن غياب دعم القانون لحقوقهن، والعنف والتسلّط. 

في ظل كل هذه التحديات، لا يزال مطلوب من النساء القيام بأدوارهن سواء داخل الأسرة أو خارجها لتأمين المتطلبات التي تزداد يومًا بعد يوم. 

وعندما قلّت فرص العمل بسبب النزاعات المسلحة، استُبعدت النساء بشكل أكبر من القوى العاملة، ولم تكن جهود تمكينهن اقتصاديًا كافية. 

تقارير أظهرت عام 2016 أن معدل توظيف الإناث للفئة العمرية ما بين 15 و24 عامًا، انخفض إلى نسبة 2,80%، وفقًا لمؤشرات البنك الدولي. كما وثقت تقارير أخرى أن المرأة السورية في أحسن أحوالها تتقاضى ما يعادل 65$ داخل سوريا. 

حاجة السوريات إلى التمكين الاقتصادي تشتد

بين ليلةٍ وضحاها عندما وجدت الكثير من السوريات أنفسهن المعيل الوحيد لأُسرهن، لم تكن أمامهن فرص عمل، ولا أمان يتيح لهن التنقل لمسافات بعيدة بحثًا عن الرزق، ولا حتى ثقافة مجتمعية تشجعهن على العمل لقاء أجرٍ مناسب. 

لكلّ هذا، بدت برامج التمكين الاقتصادي فرصة جيدة للنهوض بواقع النساء اقتصاديًا من جديد، من خلال التدريب المهني، وتمويل المشاريع الصغيرة، وتوفير فرص عمل في مشاريع خاصة. 

بعض برامج التمكين، كانت تستهدف النساء كجزء من الأسرة بشكل عام، وبعضها تم توجيهه للنساء الأكثر فقرًا، وبعضها الآخر استهدف النساء صاحبات الأفكار الريادية.  

“مضمار” وتمكين النساء السوريات

في إطار جهود “مضمار” للتمكين المجتمعي، نخصص جزءًا مهمًا من أنشطتنا لتمكين النساء السوريات. 

على سبيل المثال، صمّمنا مشروعًا لتطوير قدرات المرأة السورية في مهن مدرّة للدخل، تعزز خدمات الصحة العامة، من خلال تمثيل المرأة في المؤسسات الصحية وزيادة التعلم والمشاركة والتوظيف، في المناطق الريفية في سوريا.

كما أن النساء شريكات في التدريبات المهنية، والدورات المختلفة التي ننفذها لمساعدة الشباب والشابات على التغيير. 

إيماننا في “مضمار” أن المجتمعات تمتلك مفاتيح التغيير، يجعلنا نخصص مزيدًا من الجهود لتمكين هذه المجتمعات من إدارة مواردها بنفسها، وعلى رأس فئاتنا المستهدفة، أمهاتنا وأخواتنا. 

مقترحات لتطوير نهج تمكين النساء السوريات

إلى جانب دورنا الميداني في تصميم وتنفيذ برامج تمكّن السوريات اقتصاديًا، نعقد حوارات مع جهات مختلفة للرقي بهذه الجهود، وجعلها مشتركة، بما يشكل فلسفة مجتمعية مشجّعة لتمكين النساء من عيش حياة كريمة. 

من أهم مقترحاتنا لتطوير نهج تمكين النساء السوريات داخل الوطن وخارجه: 

الموازنة بين المحلية والعالمية: فعصر الإنترنت اليوم، وما أنتجه من أسواق إلكترونية، وفرص عمل غير مرتبطة بزمان أو مكان، يوجب على برامج تدريب وتمكين النساء الموازنة في أساليب ومهارات التمكين لتغطّي الحاجات المحلية والعالمية. 

تقديم خدمات استشارية مستمرة: فالاستشارات المتخصصة الموجهة للنساء على طريق التمكين، تساعدهن في تصويب وتطوير خطواتهن باستمرار. من المهم ألا تكتفي مراكز وجهات التدريب بعقد برامج تدريبية للنساء، ثم تتركهن يجربن بأنفسهن دون توجيه. 

تعزيز الجهود المحلية لدعم رياديات الأعمال: فنجاح النساء اللاتي يرغبن بتأسيس أعمال، مرتبط بشكل كبير بطبيعة البيئة التي يعملن فيها. من واجب مؤسسات دعم وتمكين النساء أن ترفع الوعي حول ضرورة دعم هؤلاء النساء، حتى يصبحن أكثر فاعلية في مجتمعاتهن ويتخلصن من أعبائهن الاقتصادية وما تسببه من مشاكل وتحديات أخرى. 

على سبيل المثال، لا تزال السوريات تفتقدن دعم وصولهن إلى الموارد الاقتصادية والتحكم بها، والقدرة على إدارتها، واتخاذ قرارات تساعدهن في الاستقلال الاقتصادي، وزيادة المشاركة في التنمية بشكل عام. 

:مصادر

ريادة الأعمال النسائية

تقرير: توظيف المرأة السورية يتراجع

Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *